القوة والسلطة: حين تكون الكلمة العليا للأقوى بقلم الفقير . نادي عاطف

في مجتمعات البشر عبر التاريخ، كانت القوة هي العامل الحاسم في رسم معالم العلاقات والقرارات. القوة بمفهومها الواسع لا تقتصر على القوة الجسدية فقط، بل تشمل النفوذ السياسي والاقتصادي والفكري.

 

من يمتلك القوة، تكون كلمته هي العليا، مهما رُفعت الشعارات أو نُشرت المبادئ. فكثيرًا ما شهد العالم مواقفًا تتغنى بالعدالة والحرية، لكن سرعان ما يتضح أن هذه القيم تُداس تحت أقدام من يملكون القوة الحقيقية. الشعارات، رغم بريقها، تبقى فارغة ما لم تساندها أفعال صادقة وقوة تدافع عنها.

 

القوة مقابل المبادئ

 

لطالما كانت هناك مواجهة بين القوة والمبادئ. المبادئ تمثل القيم الأخلاقية مثل العدالة والمساواة، بينما تمثل القوة القدرة على فرض الإرادة والتحكم في مصير الآخرين. المفارقة هنا أن المبادئ تحتاج أحيانًا إلى قوة تحميها وتدافع عنها، وإلا أصبحت مجرد كلمات جوفاء.

 

على سبيل المثال، في الصراعات السياسية، من يملك القوة العسكرية أو الاقتصادية يفرض سياساته، حتى لو تعارضت مع العدالة أو حقوق الإنسان. الشعارات المستخدمة في مثل هذه الحالات تصبح أدوات للتلاعب بالرأي العام أكثر من كونها انعكاسًا حقيقيًا للممارسات الفعلية.

 

لماذا تفرض القوة سلطتها؟

 

1. التحكم في الموارد: من يمتلك الموارد مثل المال والسلطة الاقتصادية يفرض شروطه.

 

2. القوة العسكرية: التاريخ مليء بأمثلة حيث فرضت الجيوش المنتصرة كلمتها، بغض النظر عن مشروعية الحرب.

 

3. السيطرة الإعلامية: من يملك أدوات الإعلام يستطيع توجيه الرأي العام لصالحه.

 

هل يمكن للمبادئ أن تنتصر؟

 

رغم هذا الواقع القاسي، هناك لحظات تاريخية استطاعت المبادئ أن تنتصر عندما اجتمعت مع قوة الشعب والإرادة الجماعية. مثل حركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة أو مقاومة الاحتلال في العديد من الدول.

 

القوة تبقى العامل الحاسم في تقرير مصير الشعوب والأفراد، لكن ذلك لا يلغي أهمية المبادئ. الحل الأمثل هو التوازن بين القوة العادلة والمبادئ الأخلاقية، حيث تستخدم القوة لحماية الحق، وليس لطمسه.

  • مقالات ذات صلة

    في إطار برنامجها التدريبي The Red Academy في الجامعة الأميركية في بيروت:ميماك أوجلفي تزود الطلاب بمهارات الاتصال والتواصل العصرية لتعزيز جاهزيتهم المستقبلية

    في إطار برنامجها التدريبي The Red Academy في الجامعة الأميركية في بيروت ميماك أوجلفي تزود الطلاب بمهارات الاتصال والتواصل العصرية لتعزيز جاهزيتهم المستقبلية الوكالة الإبداعية الرائدة تتعاون مع كُليَّة سُليمان…

    🔹 توضيح من مؤسسات الرعاية الاجتماعية في لبنان حول فيديو متداول يسيء للمؤسسة 🔹

    دار الأيتام الإسلامية مؤسسات الرعاية الاجتماعية في لبنان عطفاً على ما ورد في “صحيفة “بنينه الدولة” هذا اليوم، بهم مؤسسات الرعاية الاجتماعية في لبنان – دار الأيتام الإسلامية أن توضح…

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    منوعات

    في إطار برنامجها التدريبي The Red Academy في الجامعة الأميركية في بيروت:ميماك أوجلفي تزود الطلاب بمهارات الاتصال والتواصل العصرية لتعزيز جاهزيتهم المستقبلية

    • أبريل 18, 2025
    • 1 views
    في إطار برنامجها التدريبي The Red Academy في الجامعة الأميركية في بيروت:ميماك أوجلفي تزود الطلاب بمهارات الاتصال والتواصل العصرية لتعزيز جاهزيتهم المستقبلية

    🔹 توضيح من مؤسسات الرعاية الاجتماعية في لبنان حول فيديو متداول يسيء للمؤسسة 🔹

    • أبريل 16, 2025
    • 6 views
    🔹 توضيح من مؤسسات الرعاية الاجتماعية في لبنان حول فيديو متداول يسيء للمؤسسة 🔹

    وفد اندية الروتاري من لجنة شلل الأطفال يزور وزير الصحة لإطلاق مشروع الروتاري لعام 2025 في لبنان

    • أبريل 15, 2025
    • 14 views
    وفد اندية الروتاري من لجنة شلل الأطفال يزور وزير الصحة لإطلاق مشروع الروتاري لعام 2025 في لبنان

    مقولات صباح مع طلال ابو غزالة

    • أبريل 15, 2025
    • 10 views
    مقولات صباح مع طلال ابو غزالة

    “طلال أبو غزالة… سيّد الأبوة ومُلهم العزّة” بقلم: حيدر الحسيني

    • أبريل 15, 2025
    • 11 views
    “طلال أبو غزالة… سيّد الأبوة ومُلهم العزّة” بقلم: حيدر الحسيني

    “طلال أبو غزالة… سيّد الأبوة ومُلهم العزّة” بقلم: حيدر الحسيني

    • أبريل 15, 2025
    • 11 views
    “طلال أبو غزالة… سيّد الأبوة ومُلهم العزّة” بقلم: حيدر الحسيني