زار سفير بلجيكا في لبنان السيد أرنو باولز مراكز مؤسسة عامل الدولية التنموية في الشياح (مركز بشار مهنا ومسلم عقيل) ومركز الرعاية الصحية الأولية ومركزي تمكين المرأة في حي السلم، برفقة وفد دبلوماسي من السفارة ضم نائب رئيس البعثة بولين لاهي، السكرتير الأول بيير-لويس رينارد، والسكرتير الثاني كاميل غودز، بالإضافة إلى السيدة ديان أنطاكلي، المدير العام لمؤسسة “بارودور دي لاسبوار” Baroudeurs de l’espoir. وكان في استقبالهم الدكتور كامل مهنا رئيس مؤسسة عامل الدولية، ومدير المؤسسة الدكتور أحمد عبود، وعضوي الهيئة الإدارية الدكتور قاسم علوش والدكتورة زينة مهنا، ومسؤولات البرامج ماريون فابر ودنيز نمر وهدى خاتون وسكنة الحولي وهدى الغول، والكادر العامل في المراكز.
تأتي هذه الزيارة ضمن إطار الشراكة الاستراتيجية بين الحكومة البلجيكية ومؤسسة عامل الدولية، الهادفة إلى تعزيز الجهود الإنسانية والتنموية التي تبذلها المؤسسة للدفاع عن حقوق ومصالح الفئات الشعبية في لبنان. وخلال الجولة، اطلع الوفد على الأضرار الجسيمة من جراء القصف الإسرائيلي التي تعرضت لها المراكز، إلا أن “عامل” سارعت إلى إعادة تأهيلهما واستئناف عملهما تلبيةً للاحتياجات الملحّة للمجتمع، وتطوير البرامج التنموية فيها.
تشكّل هذه المراكز شريان حياة لآلاف الأشخاص من مختلف الأعمار، حيث تمكّن المجتمع المحلي من الوصول إلى الرعاية الصحية، الدعم النفسي والاجتماعي، التعليم، والتأهيل المهني للنساء والشباب. وقد استمع الوفد خلال الزيارة إلى شهادات مؤثرة من الفريق وروّاد المركز عن تجاربهم والرعاية التي يتلقونها، حيث تمثل هذه البرامج نقطة تحول في حياة الأفراد، إذ تهدف إلى تمكين الأفراد من تطوير قدراتهم الذاتية والمساهمة في تحقيق تغيير إيجابي داخل مجتمعاتهم، مع الالتزام بقيم العدالة والتضامن والكرامة الإنسانية التي تشكل أساس رؤية مؤسسة عامل الدولية.
وأعرب السفير باولز عن اعتزازه بالشراكة مع عامل، وعن إعجابه بروح الالتزام بحقوق الإنسان التي تنتهجها المؤسسة، مؤكدًا أن بلجيكا ستستمر في دعم المبادرات الإنسانية والتنموية التي تحسّن حياة الفئات الأكثر حاجة في لبنان. كما أشار إلى أهمية تعزيز الشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الإنسانية الرائدة مثل “عامل.”
من جهته، رحب الدكتور كامل مهنا بالوفد وشكرهم على تضامنهم ودعمهم المستمر لرسالة المؤسسة. وقال: “إن مؤسسة عامل هي أكثر من مجرد مؤسسة إنسانية تعمل ضمن جغرافيا محددة؛ إنها فكرة قائمة على كرامة الإنسان وتعزيز إنسانيته. يدير برامج عامل اليوم 2300 عامل ومتطوع موزعين على 21 عيادة نقالة و40 مركزًا، جميعهم ملتزمون بقيم حقوق الإنسان” وأضاف: “نحن بصدد إصلاح وإعادة تأهيل 14 مركزًا تضررت نتيجة الحرب في لبنان، ولكن فريقنا لم يتوانى لحظة واحدة عن مواصلة العمل سواء خلال الحرب أو حالياً، في وقت يحتاج فيه نصف سكان لبنان إلى الدعم، حيث وصلت نسبة الفقر إلى أعلى مستوياتها، إننا نبذل قصارى جهدنا بالتعاون مع المنظمات الإنسانية الشريكة ووزارتي الصحة والشؤون الاجتماعية لمواجهة هذا الواقع الصعب.
كما أشار الدكتور مهنا إلى أن “البرامج التي تنفذها مؤسسة عامل تساهم في دعم وحماية آلاف الأطفال والنساء في مختلف المناطق اللبنانية، لا سيما من خلال تقديم برامج التعليم والحماية. هذه المشاريع تشكل ركيزة أساسية لتعزيز قدرة الأفراد على مواجهة التحديات والعيش بكرامة.”
وتابع: “إن التضامن المجتمعي الذي حصل في لبنان بين أهلنا الذين نزحوا والمجتمع المضيف، هو ظاهرة نموذجية في السلوك الإنساني الريادي، والتي تبنت عامل من خلاله برنامجاً، إذ يعتبر أن هذه الظاهرة المميزة هي الطريق إلى بناء مواطنة حقيقية في لبنان، وستعمل على تطويرها بالتعاون مع الشركاء من أجل الخروج من العصبيات والعمل الفئوي نحو تعزيز إنسانية الإنسان بمعزل عن خياراته، وفي سبيل بناء دولة مدنية، وإنسان – مواطن.
