
إطلاق رسمي للأكاديمية الدبلوماسية لجامعة الروح القدس من مجلس الشيوخ الفرنسي
شهد مجلس الشيوخ الفرنسي في باريس حفل الإطلاق الرسمي لـلأكاديمية الدبلوماسية لجامعة الروح القدس – الكسليك، وذلك ضمن احتفال رفيع المستوى نظّمته الجامعة، مكتب العلاقات الدولية فيها، بالتعاون مع جمعية “أصدقاء الجامعة في فرنسا AUSEK”، وصحيفة “لوفيغارو” الفرنسية. حضر الحفل عدد من الشخصيات السياسية والدبلوماسية والأكاديمية الفرنسية واللبنانية، وتخللته كلمات افتتاحية وجلسة حوارية تركزت حول موضوع الدبلوماسية في الشرقين الأدنى والأوسط.
الافتتاح
خليفة
بدأ الحفل بكلمة ترحيبية لعريفة الحفل البروفسورة كريستيان صليبا. ثم ألقى ممثل رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، جيرارد لارشيه، السيناتور البروفسور خليفة خليفة، كلمة عبّر فيها عن عمق الروابط بين فرنسا ولبنان، مثنيًا على مبادرة جامعة الروح القدس في إطلاق الأكاديمية، ومشيرًا إلى أهمية تعزيز الدبلوماسية الأكاديمية في زمن الأزمات والتحولات الجيوسياسية الكبرى.
فواز
وتحدث بعدها رئيس جمعية أصدقاء الجامعة في فرنسا أندريه فواز، الذي عبّر عن قناعته الراسخة بأن الدبلوماسية يجب أن تظل دائمًا فوق الحرب، مؤكداً “أن الحوار والتعاون يفتحان الطريق نحو عالم أكثر استقرارًا”. كما دعا إلى تعزيز التعاون الدولي والسلام، مشيرًا إلى أهمية هذه المبادرة في تعزيز العلاقات العلمية والفكرية والثقافية بين جامعة الروح القدس والمؤسسات الفرنسية.
الرامي
وألقت الدكتورة سعاد الرامي، ممثلة وزير الخارجية اللبناني، يوسف رجّي، كلمة أكدت فيها “أن هذه المبادرة تعكس إرادة لبنان في تعزيز حضوره الدولي واستثمار قدراته في تدريب جيل جديد من الدبلوماسيين والمتخصصين”. واعتبرت “أن هذه الأكاديمية تشكل خطوة مهمة لتعزيز المهارات الدبلوماسية في بيئة إقليمية معقدة، حيث ستساهم في تأهيل دبلوماسيين قادرين على التأثير الفاعل على الساحة الدولية”، مؤكدة التزام الوزارة في دعمها، من خلال تعزيز التعاون مع المؤسسات الدولية وتشجيع التبادل الأكاديمي، مع السعي لجعلها مركزًا للتميز في المنطقة.
الأب هاشم
من جهته، رحّب رئيس جامعة الروح القدس – الكسليك الأب طلال هاشم بالحضور والمشاركين، مؤكدًا أن دعمهم المستمر هو ما يعكس أهمية هذه المبادرة. وأوضح أن “الأكاديمية تهدف إلى تعزيز التفاوض والتسوية كأدوات أساسية للسلام في ظل تصاعد العنف واستخدام القوة لحل النزاعات”، مشيرًا إلى “طموحات الأكاديمية المتمثلة في: توفير مساحة للتفكير في لبنان، مرافقة تحولات الشرق الأوسط في ظل التوترات المتزايدة، وتدريب قادة ملتزمين بالسلام وقادرين على التفاهم عبر الحدود”.
عزيز
وألقى الأستاذ جان عزيز كلمة باسم رئيس الجمهورية اللبنانية، العماد جوزاف عون، أكد فيها أن ولادة الأكاديمية تشكل “إعلان إيمان بالحوار والعقل كسبيل لحل النزاعات”، مشدداً على أن جامعة الروح القدس لم تكن يومًا مجرد مؤسسة أكاديمية، بل “ذاكرة وطن وروح شعب”. كما ذكّر بأن هذه الأكاديمية، في فلسفتها، “تؤكد على ثنائية الحرية والتعددية كشرط وجودي لبقاء لبنان”.
مطر
ثم قدمت الدكتورة ريما مطر، نائبة رئيس الجامعة للعلاقات الدولية، عرضًا تعريفيًا بالأكاديمية، موضحة أهدافها وهيكليتها وبرامجها، مؤكدة “أنها ليست مجرد مبادرة تعليمية، بل منصة حوار استراتيجية بين الشرق والغرب، وبين الفكر الدبلوماسي والممارسة الميدانية”.
الجلسة الحوارية
وانطلقت بعدها الجلسة الحوارية بعنوان: “الدبلوماسية في الشرقين الأدنى والأوسط”، بإدارة الصحافي الفرنسي إيف تريارد، نائب رئيس تحرير صحيفة لو فيغارو. وقد شارك فيها وزير الخارجية الفرنسي السابق هوبرت فيدرين، الوزير الخارجية اللبناني السابق ناصيف حتّي، السفير السابق بيار دوكيسن، كريم إميل البيطار، الأستاذ في جامعة Science Po Paris، البروفسور شارل أيوب من ESSEC، والصحافي والخبير الجيوسياسي رينو جيرارد.
وتناولت الجلسة التحولات العميقة التي يشهدها العالم العربي، ودور الدبلوماسية المتعددة الأطراف في بلورة حلول سلمية للنزاعات، وأهمية التدريب الأكاديمي العابر للحدود في تكوين دبلوماسيي المستقبل.
الختام
اختتم الحفل بكوكتيل، شكّل فرصة للتعارف بين الشخصيات المشاركة وفتح المجال لمناقشة المبادرات والشراكات المستقبلية بين الأكاديمية الدبلوماسية والمؤسسات الحاضرة.