أكد رئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع أن حزب القوات “مطعّم” ضد الفساد، وأن الإنتماء إليه ليس بالأمر السهل، لأن” القواتي محصنٌ ضد الفساد، ملتزمٌ لبنان، رافضٌ أي سلاحٍ غير شرعي ومؤمنٌ بدولة قوية”
كلام جعجع جاء خلال مشاركته في السهرة السنوية لمصلحة طلاب القوات اللبنانيّة في مطعم “palms” في “نهر الكلب”، في حضور نواب تكتل الجمهوريّة القويّة جورج عدوان، ستريدا جعجع، غياث يزبك، نزيه متى، رازي الحاج وجهاد بقرادوني، عضوي الهيئة التنفيذيّة مايا الزغريني وأسعد سعيد، الأمين العام للحزب إميل مكرزل والأمينين المساعدين لشؤون المصالح نبيل ابو جودة ولشؤون الإدارة رفيق شاهين، ورئيس مصلحة الطلاب عبدو عماد.
وبعدما فاجأ رئيس القوات وعقيلته الطلاب بحضورهما، أعرب جعجع عن فرحه وفخره بهم، وقال “اليوم هو للاحتفال، لا للكلام. في الحقيقة، أنتم أكثر من يحق لهم الإحتفال على أرض هذه الجمهورية التي لم تصبح بعد جمهورية قوية. يحق لكم أن تفرحوا وتحتفلوا وتسهروا، لأن الخيارات كلها التي اتخذتموها، والتي سبَقتكم إليها الأجيال الماضية، أثبتت صحتها وصواب رؤيتها لأننا ربحنا رهاناتنا كلَّها.” فبشار الأسد الذي حطّم القوات وزجّ بنا في السجون، هو اليوم في السجن، والقوات “بقيت هون”. يحق لكم أن تحتفلوا، لأننا وعلى مدى أربعين عاماً، لم نكن سوى أبطال، منهم من استُشهد، وهذا شرف عظيم لنا، ومنهم من واصل المسيرة، وهذا شرف أعظم، وهؤلاء أصبحوا أبطالاً بموازاة أولئك الذين استُشهدوا.”
وشدّد على أنه رغم “الفساد كله الذي ضرب البلاد وطاول الجميع، بقيت القوات اللبنانيّة بمنأى عنه، باعتبار أننا “مطعّمين” ضد الفساد، ولأن الانتماء إلى القوات ليس بالأمر السهل، فبمجرد أن يصبح الإنسان قواتياً، يصبح تلقائياً محصّناً ضد الفساد، ملتزماً لبنان، رافضاً أي سلاح غير شرعي، ومؤمناً بدولة قوية.”
جعجع الذي أكد أن إيمانه كبير بالجيل الشبابي منذ زمن، لفت إلى “أن ما شاهدته اليوم أراحني، كما اطمأنّ قلبي إلى المستقبل. فالماضي الذي كنّا مطمئنين إليه، أدّت أجياله واجبها على أكمل وجه.”
اضاف: “نقيم احتفالات كثيرة من أجل التاريخ، وأريدكم أن تعوا جيداً أنكم تحملون على أكتافكم إرثاً عريقاً ومجيداً ومسؤولية ثقيلة. واليوم نحتفل لنستذكر تاريخنا المجيد، إلا أن هذا الإحتفال يهدف إلى الحفاظ على هذا التاريخ ونقله نحو أجيال المستقبل. أمامكم مسؤوليات جسام، صحيح أنكم سعداء وتملكون هذا الإرث الكبير، لكن في المقابل، يجب أن تتهيأوا لتضحيات كبرى، إذ لا يمكن أن تكونوا في موقع أقل من موقع الأجيال التي سبقتكم. من هنا، تأملوا جيداً في ما ورّثتكم الأجيال السابقة: قوات بحجم الوطن، قوات ربحت رهاناتها كلها، قوات قدّمت الشهداء، وقوات وقفت في وجه الفساد…”
كل ما نطلبه منكم هو الحفاظ على هذه القوات، فمعنا وصلت إلى ما هي عليه اليوم وسنستمر حتى النهاية، لكن سيأتي اليوم الذي تتحملون فيه المسؤولية، وعندها لا تنسوا أن الأمانة في أعناقكم.”
وختم” تذكّروا دائماً: في وقت السلم “الإيد اللي بتعمّر نحنا”، وفي وقت الخطر “قوات”.
من ناحيته، ألقى رئيس مصلحة الطلاب عبدو عماد كلمة قال فيها: “منذ العام 1975 وحتى العام 1994، كانوا طلابًا. تركوا جامعاتهم ومدارسهم ومعاهدهم، ونزلوا إلى الساحات من دون أن يأخذوا مكان أحد، ومن دون أن يختاروا الحرب. لكنهم تحملوا المسؤولية التي فُرضت عليهم، وقاوموا، حتى نتمكن نحن اليوم من السهر، من اللقاء، ومن أن يكون لنا مستقبل. ومنذ العام 1994 وحتى العام 2005، كانوا أيضًا طلابًا، لكن هذه المرة من داخل صفوفهم الجامعية والمدرسية والمهنية، صرخوا: “حرية، سيادة، استقلال!” و”براءة، براءة، سمير جعجع براءة!”، لأنه في اليوم الذي تكون فيه القوات اللبنانية حرّة، يكون لبنان حرّاً. وعندما تكون القوات اللبنانية موجودة، يكون لبنان موجوداً، وعندما تعمل القوات اللبنانية وتناضل من أجل لبنان، فهذا يعني أننا حتمًا سنصل إلى لبنان الذي نحلم به. ومنذ العام 2005 وحتى اليوم، كانوا كذلك طلابًا. آمنوا بقيادتهم، التزموا ونشطوا معها، ووضعوا معها من داخل صفوفهم في المدارس والمعاهد والجامعات برنامجًا للجمهورية القوية، لأنهم يؤمنون بلبنان. فطوال تاريخنا، كنا نحن القلّة التي تحملت مسؤولية هذا الوطن. وطالما نحن كذلك، متّحدون دائما، سنصل إلى برّ الأمان، وسنصل إلى لبنان الذي نريد”.
وتابع: “تمامًا كما رحل النظام السوري، ليس من لبنان فحسب، بل رحل من التاريخ ومن الجغرافيا، بقيتم أنتم، وبقيت القوات اللبنانية، وبقي لبنان! الجمهورية القوية سنبلغها، ولا شيء يمكن أن يعيق طريقنا. لا سلاح، ولا تدخل خارجياً، طالما أن نبض القوات اللبنانية ما زال حيًا في قلوبنا”.
وختم قائلاً للطلاب: “الشأن العام يجب أن تلتزموه وتخوضوا غماره أينما كنتم. وقبل أربعة أيام من الانتخابات البلدية، صحيح أنكم جميعًا أبناء عائلات متنوعة، ولكن لا تنسوا أنكم أولًا أبناء عائلة كبيرة اسمها القوات اللبنانية، ومن بيت اسمه القوات اللبنانية”.
