نظَّم “ملتقى الألوان الفني” إفطاره السنوي في مطعم كومندنتي – الأونيسكو، بيروت، بحضور حشد من أعضاء الملتقى، الأصدقاء، ونخبة من الشخصيات الثقافية والفنية والإعلامية.
استُهِلَّ الحفل بتواشيح رمضانية قدَّمها الأستاذ خضر رجب، مُضفياً أجواءً روحانية مميزة. تلاه المخرج علي الهادي نزها الذي قدَّم شرحًا وافيًا حول آلية الانتساب إلى الملتقى، والفرص والتقديمات التي يحصل عليها الأعضاء المنتسبون. بعد ذلك، تم عرض فيديو يوثّق أنشطة الملتقى منذ عام 2023 حتى اليوم.
وألقى رئيس الملتقى، الشاعر محمد علوش، كلمةً عبّر فيها عن رؤية الملتقى ورسالة الفن، قائلاً: “لم يكن ملتقى الألوان منذ انطلاقه عام 2010 مجرد فضاء فنيٍّ عابر، بل كان بذرة ضوء في تربة الروح، ومشروعًا يسعى إلى تحرير الجمال من قيد الصمت، وإعادة هندسة الأمل بريشةٍ وإيقاعٍ وقصيدة”.
وتابع قائلاً: “إن للفن امتحانه الأكبر في الأزمنة العاصفة، حيث يختبر قدرته على التحوُّل من لوحة إلى طوق نجاة، ومن قصيدةٍ إلى بلسمٍ لجراح المدن. في وجه الحروب، لم يكن الملتقى مجرد شاهد صامت، بل امتدَّ كيدٍ تمسح الدمع عن وجوه الأبرياء، وأعاد تشكيل الحطام بألوان الصمود”.
وأضاف علوش: “لم يكن الملتقى فضاءً للمبدعين فحسب، بل كان موطنًا للقلوب التي تحمل الفن رغم التحديات، فاحتضن أصحاب الهمم العالية ومنحهم مساحةً تحتفي بما يفيض من أرواحهم من نور”.
بعد الكلمة، توالت المشاركات الشعرية، حيث تألق الشعراء آلاء سيف الدين، محمد بنوت، مارون أبو شقرا، عناية زغيب، إلى جانب مشاركة للكاتبة مريم حلباوي، وقدَّمهم الشاعر بلال دياب. بدوره قدَّم المنشد محمد بندر وصلة إنشادية مميزة.
وفي ختام الأمسية، تم توزيع الهدايا على الحضور وسط أجواء من الفرح. كما قُدِّم درع تكريمي باسم الفنانين من قبل التشكيلية فدوى حمدان تحيةً للشاعر محمد علوش، بالإضافة إلى لوحة بورتريه قدّمها له التشكيلي عبد طويل، تقديرًا لجهوده في مسيرة الملتقى.
جاء الإفطار السنوي لهذا العام ليؤكد مرةً أخرى على الدور الذي يلعبه “ملتقى الألوان” كمنصةٍ للفن والإبداع، وجسرٍ يربط الفنانين ببعضهم، ويُعزِّز ثقافة الفن كضرورةٍ مجتمعية، لا مجرد ترفٍ عابر.
