
مؤتمر الاثار الخفية لحرب 2024 على لبنان في LAU
“ضحايا الحرب الصامتون – الآثار الخفية لحرب 2024 على لبنان” هو عنوان المؤتمر الذي نظمه مكتب الاستدامة في الجامعة اللبنانية الاميركية (LAU) وضم نخبة من الخبراء، وصناع السياسات، والاكاديميين، ومنظمات غير حكومية لمقاربة نتائج الحرب الاخيرة على لبنان على المستويات الانسانية، البيئية، والاقتصادية، إضافة الى التهجير الذي طال السكان، والعنف ضد النساء والاولاد، والدمار الذي طال التراث الثقافي والبيئة ومرافق القطاع الصحي وصولاً الى سياسات إعادة الاعمار المستدامة المطلوبة.
المؤتمر الذي حضره رئيس الجامعة الدكتور شوقي ط. عبدالله وحشد من المهتمين من اساتذة وباحثين وأهل رأي وطلاب استهلته منسقة مكتب الإستدامة منال ابو داغر بكلمة ترحيب وشرح مقتضب عن ألاهداف المتوخاة، وقدمت لرئيس المكتب الدكتور نديم فرجالله الذي رحب بالحضور، وشكر شركاء الجامعة في تنظيم المؤتمر من المنظمات الانسانية غير الحكومية، ووكالات الامم المتحدة والمجتمع المدني، وتوقف عند ما يمثله هذا الائتلاف من رسالة قوية بان اعادة البناء والاعمار ليس مهمة فردية، او تقع على عاتق مؤسسة واحدة بل مهمة مشتركة وجامعة عابرة لكل الحدود. وشرح ان مكتب الاستدامة في (LAU) قرر تنظيم المؤتمر إنطلاقاً من الحاجة الماسة الى عناوين إعادة اعمار مستدامة في هذه الظروف الصعبة، لا سيما بعدما دمرت الحرب المجتمعات والانظمة البيئية والوضع الاقتصادي. واعتبر ان هذه الامور لا بد من اعادة بنائها في اسرع وقت ممكن، وهذا ما يحتاج برأيه الى رؤية مرنة، دون اهمال مبدأ العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة، واضاف انه ما لم تعتمد هذه المبادئ فأن الظروف قد تتجه الى مشكلات مستقبلية. واشار الى ان التعافي يحتاج الى مرحلة انتقالية وبناء انظمة متكاملة قابلة للتعامل مع التحديات، واعتبر ان المؤتمر ليس مشروعاً منعزلاً بل اساسياً في رؤية الجامعة الى صميم مستقبل لبنان ودوره، وإعادة البناء على قواعد افضل، ووضع تصور للبنان اقوى واكثر عدالة وإخضراراً وافضل مما كان.
والقى رئيس الجامعة الدكتور شوقي ط. عبدالله كلمة شكر فيها المنظمين، وتوجه بالتحية الى زملائه السابقين الحاضرين من جامعة نيومكسيكو الاميركية، وعرض لمقاربة الجامعة الى “الإستدامة” معتبراً انها أسلوب حياة، أو بالأحرى مسار نحتاجه في الجامعات ليس فقط للإرشاد، بل أيضاً للتطبيق العملاني ولتكون نهج حياة. وتوقف عند محدودية الموارد في عالمنا وأن ما يساعد على مواجهة هذا الواقع هو العلم الذي ليس محدوداً، وقال: “أعتقد أنه من المهم للغاية التركيز على قطاع التعليم ومن المهم المثابرة على هذه القضية”. وحض على تقييم البعد الانساني وما تركته الحرب الاخيرة من أثار على المواطن اللبناني. واعتبر ان المستشفيات تهتم بالجرحى لكن وضع الصحة النفسية في لبنان يحتاج الى متابعة، وان مرونة الشعب اللبناني وقدرته على التكيف لا تعني بالضرورة نسيان الاحداث الجسام التي مرت على لبنان. ورأى ضرورة في التفكير في ما حدث وكيفية التعامل معه بشكل طبيعي لا سيما الاثار المترتبة على الجيل الجديد وخصوصاً الشابات والفتيات والكبار في السن، وكل تحديات البيئة والصحة العامة رغم انها امر اخر. كما توقف رئيس الجامعة عند الاضرار التي تسببت بها الحرب على البنية التحتية، والاقتصاد، والبطالة وعالم الاعمال الى جانب الاضرار التي طالت الانسان. وشدد على ان الامر لا يتعلق فقط بحفظ التراث، بل بالإتعاظ من تجارب الاعمار السابقة كي لا نقع في اخطاء الماضي من خلال استخدام التقنيات الجديدة ومعارفنا وخبراتنا وحفظ التراث الذي نفخر به.
وكانت كلمة رئيسية للمديرة التنفيذية لـ “المعهد العربي للمرأة(AiW)” ميريام صفير في محور “الازمة الانسانية وتاثيراتها على قطاعات الصحة الخاصة والعامة والمجتمع”، وتطرقت الى مصاب المرأة اللبنانية خلال الحرب الاخيرة والتي بلغ عدد ضحاياها حوالى 4000 قتيل واكثر من 16500 جريح من بينهم حوالى 790 امرأة و 316 طفلاً. وتخلل هذا المحور ندوات عن “تاثير الحرب على المدنيين وتحديداً النساء والفتيات”، و “التأثيرات النفسية والاجتماعية على المدنيين”، وصولاً الى ندوة عن “التأثيرات على الصحة العامة”.
وفي محور “دمار البيئة والزراعة والامن الغذائي” تحدث الدكتور نديم فرجالله وكانت ندوات متتالية عن “الاضرار التي طالت البيئة”، و “”الدمار الذي طال الغابات والمحميات والمزارع والانظمة البيئية”، و”الخسائر التي لحقت بالتراث والثقافة”.
اما في محور “التنمية الاقتصادية والتعافي” فكانت كلمة رئيسية للدكتور وليد مروش وتلتها ندوات عن “الحوكمة قبل وخلال وبعد الحرب”، “النتائج الاقتصادية” و “بناء الامة”.