
زحلة تتهيأ للانتخابات البلدية وسط تنوع في التحالفات السياسية ودعوات لضبط النفس وتغليب المصلحة العامة
بقلم الاعلامي طوني ابونعوم
زحلة – مع اقتراب الاستحقاق البلدي المرتقب، تعيش مدينة زحلة على وقع تحركات سياسية مكثفة وتحالفات انتخابية متشعبة تعكس مشهداً ديمقراطياً حيوياً يعجّ بالتنوع والانفتاح. فالأطياف السياسية تتسابق لإطلاق برامجها، فيما تشهد الأوساط الشعبية نقاشات حيوية تعكس اهتماماً واسعاً بالمشاركة في رسم مستقبل المدينة.
اللافت في هذه الدورة الانتخابية هو تنوع التحالفات ومرونتها، إذ انكسر الجمود التقليدي بين بعض الفرقاء، وظهرت تقاطعات بين شخصيات من خلفيات سياسية مختلفة. هذا الحراك أُعتبر دليلاً على قبول الآخر، ووعياً متقدماً لدى أبناء زحلة بأهمية التعاون والعمل المشترك بعيداً عن الانقسامات الضيقة.
لكن وعلى الرغم من هذه الصورة المشرقة، يُبدي العديد من الأهالي والفاعليات قلقاً متزايداً من تحوّل هذا التنافس المشروع إلى معركة حادة، تنزلق نحو التراشق اللفظي والتخوين والتجييش الإعلامي، ما من شأنه أن يهدد السلم الأهلي ويخلق توتراً في أجواء المدينة.
وفي هذا الإطار، وجّه ناشطون ومجتمع مدني ومثقفون دعوات واضحة إلى كافة المتنافسين، شددوا فيها على أهمية خوض المعركة الانتخابية بروح رياضية وبمحبة، بعيداً عن لغة التشنج والانقسام، لأن زحلة تحتاج اليوم إلى استقرار ووحدة أكثر من أي وقت مضى.
وأكدت الدعوات أن “صاحب البرنامج الواقعي والأداء المقنع يجب أن يُمنح ثقة الناس، فالمعيار يجب أن يكون الكفاءة والقدرة على خدمة المدينة، لا الانتماءات أو المصالح الضيقة”. كما شدد المتابعون على أهمية أن يلعب المرشحون الخاسرون دوراً فاعلاً بعد الانتخابات من خلال مد يد العون والعمل إلى جانب الفائزين، من منطلق أن الهدف الأساسي هو بناء زحلة لا تكريس مواقع سلطوية.
وأضاف أحد الناشطين: “زحلة ليست ساحة معركة بل ساحة بناء، وجميع المرشحين هم أبناء المدينة، يحملون طموحاتها وآمال أهلها، ومن هنا ندعو إلى عدم تشتيت الجهود وتبديد أحلام شبابها الذين يستحقون مدينة حديثة، متطورة، ونموذجية”.
واختتمت هذه الدعوات برسالة جامعة لكل الأطراف: “لنتنافس بمسؤولية، لنختلف برقي، ولنتحد بعد الانتخابات على هدف واحد: النهوض بزحلة ووضعها على خارطة المدن الرائدة في لبنان والمنطقة”.