
العلامة فضل الله زار السفارة البابوية معزيا:
عاش تحت ظلال تصوّفه محباً للفقراء نصيرا للمقهورين
زار العلامة السيد علي فضل الله على رأس وفد السفارة البابوية في حاريصا حيث قدم التعازي إلى السفير البابوي المونسيور باولو بورجيا، برحيل البابا فرنسيس وكتب في سجل التعازي قائلا: يقول الإمام علي بن أبي طالب(ع): “وإن شئت قلت في عيسى ابن مريم(ع)، فلقد كان يتوسّد الحجر ويلبس الخشن، ويأكل الجشب، وكان إدامه الجوع وسراجه بالليل القمر، وظلاله في الشتاء مشارق الأرض ومغاربها، وفاكهته وريحانه ما تنبت الأرض للبهائم، ولم تكن له زوجة تفتنه، ولا ولد يحزنه، ولا مال يلفته، ولا طمع يذلّه، دابّته رجلاه وخادمه يداه”.
أضاف: لقد رأينا في البابا فرنسيس تجسيدًا لهذه الصورة التي يقدمها الإمام علي(ع) عن السيّد المسيح… فقد عاش هذا المتصوّف تحت ظلال تصوّفه، محبًا للفقراء، رافضًا لنعيم الدنيا ولذاتها، مدافعًا عن المظلومين والمقهورين… ونحن نرى في ذلك التزامًا بالقيم الرساليّة للمسيحية والإسلام، وعملًا بالقواعد الّتي أرستها الأديان في الدنو من المهمشين، والانفتاح على أصحاب الحاجة، وعلى قضايا الحق والعدل وكل ما يرتقي بالإنسان في مواجهة الشر والطغيان وفي رفض العنف الدامي وسبل الدمار والاقتتال…
وإننا في الوقت الّذي نتقدم فيه بأحرّ التّعازي من الأحبّة في الكنيسة الكاثوليكية ومن أحبّتنا المسيحيين في لبنان، نتطلع لكي تحظى الكنيسة الكاثوليكية بشخصيّة تمثل تواضعه وانفتاحه على عالم المستضعفين والمقهورين، لنعيش جميعًا في ظل هذه الآفاق المنفتحة على النور.
قال تعالى في القرآن الكريم { وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ}.