
ماذا يجري في مملكة الصمت؟
في وقتٍ تُحكم فيه القبضة الحديديّة على المواطنين، وتُمنَع الجنسية المزدوجة إلا بإذنٍ خاص من الدولة، يظهر رجل الأعمال السعودي “عقيل العقيل” ليتقدّم بطلب رسمي للحصول على الجنسية القبرصية، معلنًا استعداده الكامل للتخلّي عن جنسيته السعودية. المفاجأة؟ قبرص ترفض الطلب، والعقيل يهرع لتوكيل مكتب محاماة لرفع دعوى ضد الحكومة القبرصية، في خطوة تعكس قلقًا عميقًا يتجاوز مجرد “رغبة في جواز سفر”.
لكن المسألة أبعد من ملف تجنيس عالق. إنها مرآة تعكس حال الطامحين للهروب من واقعٍ خانق.
هل بلغ انعدام الأمان برجال الأعمال درجة أن يبحثوا عن مخرج قانوني للنجاة مستقبلًا؟
هل باتت “الهوية الوطنية” عبئًا يخشى البعض حمله وسط نظام يحكمه الخوف، وتُدار فيه الثروات بقرارات فوقية مباغتة؟
وإذا كان جواز السفر السعودي من الأقوى عالميًا، فلماذا يسعى بعض النخبة للحصول على بديل؟
هل هو بحث عن حرية؟ عن حماية؟ أم عن خطة ب للهروب في الوقت المناسب؟
ما يفعله العقيل ليس مجرد سلوك فردي. إنه إنذار. رسالة واضحة بأنّ جزءًا من الطبقة الاقتصادية لم يعد يشعر بالأمان في بلاده، رغم الوعود بالإصلاح والانفتاح.
وهنا يبرز السؤال الأكبر: إلى أي مدى ستظل العلاقة بين رأس المال والسلطة مشوّشة، ملغومة، ومبنية على الخوف؟
وهل يصبح التجنيس الأوروبي “تأشيرة نجاة” لأثرياء لا يثقون بيوم الغد في وطنهم؟